مقاصد الشريعة الإسلامية في سورة مريم دراسة موضوعية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الدراسات الإسلامية, بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بدولة الكويت

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، أنزل كتابه هدى ونورا وبينات من الهدى والفرقان، وسورة مريم سورة مكية حوت عدة مقاصد شرعية, وأهمها:
   إثبات توحيد لله تعالى، وتنزيهه عن الولد إذ أن توحيد الله هو الأصل الذي لا يُقبل من الإنسان أيّ عملٍ إن أخل به، والشرك أعظم الذنوب على الإطلاق؛ فلو جاء الموحّد ربّه يوم القيامة بقراب الأرض خطايا إلا أنّه لا يشرك به شيئاً، لجاءه بقرابها مغفرة، لو أشرك به شيئا لحبط عمله، ولم يغفر ذنبه قال تعالى:(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ).
ومن المقاصد فيها نفي اتخاذ الولد لله، وبيان بطلان عقائد اليهود والنصارى والمشركين في زعم اتّخاذ الله تعالى للولد، قال تعالى: {لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا، تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا،أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا، وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا}، فبين آثار ذلك الادعاء الباطل على الكون؛ إذ إنّ السماوات تكاد تتفطر، وتسقط على الأرض، وتتصدّع الأرض وتتقطّع إلى أجزاء، وتهد الجبال من شدّة هذا الادعاء الذي يكاد يدمّر الدنيا بما فيها.
ومن المقاصد فيها، إثبات قضية البعث يوم القيامة، والرد على اليهود الذين اتّهموا مريم-عليها السّلام- بالفاحشة قال تعالى: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شيْئًا فَرِيًّا}، فردّ الله تعالى عليهم ونفى أن تكون ولادة عيسى -عليه السّلام- أمراً ناتجاً عن سِفاح، أو زنا، أو زواج، وإنّما كان خلقه كخلق آدم عليه السّلام، حيث قال تعالى :{إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}، فعيسى خُلق بقول الله: كن فيكون.

الكلمات الرئيسية

{"sdg_fld":["4"]}