التصوف في فکر ابن خلدون

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم العقيدة والفلسفة بکلية أصول الدين والدعوة - جامعة الأزهر – فرع أسيوط

المستخلص

کان ابن خلدون عالماً موسوعيا بمعنى الکلمة يدفعه نهم لا يشبع إلى الدرس والتحصيل ,والبحث, والتعمق الذي افضى إلى التمکن من العلوم ,وامتلاک ناصيتها وليس هناک شک في أن المعيشة التي حظى بها ابن خلدون في البلاد والأماکن المختلفة, والمدن التي زارها قد ساعدت وساهمت في توسعة افق تفکيره, فأتاحت له فرصاً عديدة للانفتاح الذهني نتيجة للاتصال بعلماء ذوي ثقافات مختلفة, ولقد کان لهذا الاحتکاک أثره البالغ في انبعاث شرارة المعرفة لديه في شتى أنواع العلوم  بعدما تمکَن من مطالعة العديد من الکتب التي زخرت بها المکتبات العامة, والخاصة في المدن التي زارها أو استوطنها حتى صار رجل سياسة ,وعلم ,وحکم , وقضاء کما کان عالماً کبيراً, ومؤرخاً , وفيلسوفاً, ومربياً وکان لآرائه ونظرياته في مختلف جوانب المعرفة الدور الکبير في وضع الأسس لکثير من العلوم الحديثة, کما کان لآرائه في التصوف, ورصده لحال رجاله, ووضعه لخصائصه الفلسفية, ونقده لنظريات غلاته في الحلول, والوحدة, والاتحاد أثره البالغ في معرفة غثه من ثمينه, وصحيحه من سقيمه, وموقف ابن خلدون في هذا هو موقف المتصوف السني الذي أراد أن يطرح نفسه من خلاله على ضوء الالتزام بالکتاب, والسنة, وکيف أراد ابن خلدون من التصوف أن يکون معبراً عن صحيح العقيدة, وأن يکون مساهماً في تقويم السلوک العملي للناس حتى لا يقعوا في براثن الغلو أو ينخدعوا بالغلاة .

الكلمات الرئيسية