توجيه الحاذق اللبيب إلى معاني حديث "حبب إلى من دنياكم النساء والطيب" (دراسة حديثية تحليلية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين جامعة أم درمان الإسلامية _ السودان.

المستخلص

في هذه الدراسة قد قمت بضبط المتن مع التخريج ؛ لخبر: (حُبِّبَ إليَّ من دنياكم النساء والطِّيب, وجعلت قرَّةُ عيني في الصلاة) فليس في نص الحديث كلمة ثلاث على الإطلاق, على ما ذهب إليه المحققون، وهذا الحديث قد خرجه الحاكم وصحَّحه وقال: على شرط مسلم. قال الحافظ العراقي: إسنادُه جيد. ومن حيث معانيه توصلت الدراسة إلى أنَّ الله تعالى حَبَّبَ إلى نبيِّه في دنيا البشر النساء لاعتباراتٍ دينيَّة أهمُها؛ جَعْلُهُنَّ مصدر النقل للأحكام المتعلِّقة بشؤونهنَّ مما يُسْتَحْيا عرضُه بين الرجال لذا كانت أمَّهاتُ المؤمنين أوفى مَصْدَرٍ لأحكام النساء لاسيما السيِّدة عائشة رضي الله تعالى عنهن. وأما الطِّيب؛ فهو مصدرُ الجمالِ المألوف عند ذوي الذوق والمعروف, وهو حظُّ الملائكةِ من المؤمنين والنبيُّ الأعظم صلى الله عليه وسلم أسوتُهم ،وأما الصلاة فإنَّها محبوبةٌ له بذاتها, ومنه قوله صلى اله عليه وسلم: (أرحنا بها يا بلال) أي بالصلاة أي إنما شُغْلُنا عما سواها بها فلذلك قال: ...وجُعِلَتْ قرةُ عيني في الصلاة) وذلك لكونها محَلَّ المناجاة ومعدِنَ المصافاة. هذا؛ وقد أَفردَ الصلاةَ بما يميِّزُها عنهما _أي عن الطيب والنساء_ بحسب المعنى ، ثم إنَّ إضافتها للدنيا من حيث كونُها ظرفاً للوقوع. أما قرَّةُ عينِه فيها _أي في الدنيا_ بمناجاتِه ربَّه.

الكلمات الرئيسية