بين السنوسي والرازي، محاولة تخليص الدرس الأشعري من الأسر الفلسفي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم العقيدة والدعوة, كلية الشريعة والدراسات الإسلامية, جامعة قطر, الدوحة, دولة قطر.

المستخلص

يعتبر الإمام الفخر الرازي خاتمة العلماء المحققين في المذهب الأشعري، والفاتح لباب الموسوعيين الذين تناضلوا مع الدرس الفلسفي وحاولوا استيعابه وتطويع مباحثه في الطبيعيات والنفسيات للمقالات الكلامية، متجاوزين بمفاوز جهود المعتزلة في دقيق الكلام، فقد ورث البيضاوي والإيجي والتفتازاني والأرموي تلك المدرسة الرازية التي رامت المطالب العالية في كل العلوم العقلية والطبيعية.
وهي مدرسة مشرقية بامتياز لم يوجد لها نظير في الغرب الإسلامي، والذي حافظ على منهجية الجويني والغزالي في تقرير مسائل العقيدة والكلام، وخير معبر عن هذا الإرث هو أبو عبد الله السنوسي، والذي تركت مدرسته إرثا ضخما من المتون والشروح لعقائده الست ومقدماتها، وقد برز في ثنايا المتن السنوسي نقود منهجية وموضوعية لمدرسة الفخر الرازي، تعلقت بالأساس بالحيف عن خط الأشاعرة الأوائل إلى خط آخر طالما حاربوه وحبسوه في أقماع السمسم منذ الضربة القاضية التي وجهها الغزالي إليهم في كتابه تهافت الفلاسفة.
والبحث يناقش هذه الإشكالية في التعرف على مفاصل الخلاف بين الإمامين، وهل هو خلاف منهجي، أو موضوعي، وهل هو كلي أو جزئي، وما هو أثره على الدرس الكلامي.
كما وتفترض بعض الإجابات الأولية في نجاح السنوسي في العودة للخط الأول، أو التوقف مع الغزالي، أم التخلص كلية من الأسر الفلسفي الذي يُزعم بأن الرازي زج علم الكلام فيه، وهل كان للظروف التاريخية في مقارعة مدرسة ابن سينا المشرقية دور في ذلك، أم أن الأمر كان سيكون سيان في مقارعة ابن رشد الحفيد شارح أرسطو والذي لم تسعفه الظروف في توريث مدرسته المشائية في الغرب الإسلامي.

الكلمات الرئيسية