القيم والأخلاق عند البراجماتية وموقف الإسلام منها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ـ جامعة الملك فيصل- الأحساء ـ المملكة العربية السعودية.

المستخلص

تناول البحث التعريف بالبراجماتية من حيث لفظها ومعناها، وأسمائها ونشأتها، وأبرز مؤسسيها، والفلسفات التي تغذَّت منها، وأهم أفكارها والتي منها: نظرية الصدق، ويقصد بها ما له أثر ملموس، بحيث يتحقق من منفعتها عن طريق التجربة، ومن خلال هذه النظرية عرض البحث للقيم والأخلاق عند البراجماتية، فعرَّف بها، وبَيَّن موقف البراجماتية منها، وقارن ذلك في الإسلام، فخلص بأن الإسلام يقرر أن الأخلاق من الدين، وأنها ثابتة لا تتغير، وأنها نافعة وإن لم نجد أثرها اليوم ـ بل في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ـ بينما نجد البراجماتية ترى أن القيم والأخلاق نسبية، وأنها تتغير بحسب أذواق الناس وعاداتهم، وتوزن بما تعود به من النفع والربح الملموس ـ ولو خالفت ثوابت وقوانين صارمة ـ وانتهى البحث بنقد المذهب البراجماتي بشكل عام، وفي القيم والأخلاق بشكل خاص، فالقيم والأخلاق من صميم الدين وأساسه، ومن دلائل النبوة وآياتها، كما أن رفضهم الإيمان بالغيبيات (الميتافيزيقيا) أدى بهم إلى إنكار أصول الإيمان الستة، وهو ـ أيضاً ـ مصادم لفلسفات العصور القديمة والوسطى التي تهدف إلى كشف الحقيقة، والاقتصار على المعرفة، كما أنه يطلق عنان الحرية للأفراد إلى أبعد الحدود، فحقيقة المذهب البراجماتي أنه مذهب إلحادي، مادي، انحلالي، لا يمكن تصوره فضلاً عن تحققه وصلاحه للواقع.
فالمذهب البراجماتي يخدم الفرد والدول القوية ـ لا الضعيفة والمغلوب عليها ـ؛ إذ أنه يحقق لها مصالحها من السيطرة العسكرية والاقتصادية ...إلخ، فيجعلها تقنن الأخلاق والقيم بحسب ما يجلب لها القوة والغنى، فتعمل على الخداع والتحايل والتزوير والتدليس وغير ذلك من الأخلاق الرديئة على أنها شجاعة وذكاء وعدل وإنصاف, والمذهب البراجماتي في حقيقته تزيين للباطل ـ ومحاولة لطمس الحق والبعد عنه ـ 

الكلمات الرئيسية

{"sdg_fld":["4"]}