دلالة الفطرة السليمة على إثبات وجود الله تعالى وربوبيته وإبطال ما يناقضه

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

كلية الشريعة والدراسات الإسلامية, جامعة الملك فيصل, المملكة العربية السعودية.

المستخلص

يهدف البحث إلى بيان أهمية ومنزلة دليل الفطرة على إثبات وجود الله تعالى وربوبيته، لأن معرفة الله تعالى هي أساس الإيمان به، ومن رحمته-صلى الله عليه وسلم- أن فطر الناس على تلك المعرفة وجبلهم على الإقرار بها، وبيان أن كل إنسان جعله الله مفطوراً ومقراً بربوبيته وألوهيته، شاهداً على نفسه بأنَّه مخلوق، والله خالقه، وأنه يستحق العبادة وحده، من غير سبق تفكير أو تعليم، وإن كان لا يهتدي إلى معرفة ذلك بالتفصيل.
وأن الكتب الإلهية والرسل والأنبياء جاءت مقررة لما يعرفه الناس من وجود ربهم، ومفصلة لما يجهلونه في حقه، وتعريفهم بربّهم معرفة مفصّلة، وبيان سبب أن القرآن لم يكثر من الاستدلال على وجود الله تعالى لأنَّ أغلب الخلق يقرون بوجود الخالق من غير دليل، فهو أمر فطريٌّ، وأجمعت الأمم الكافرة مع عظيم شركهم وكفرهم بالإقرار بالصانع، وأن الاستدلال بالأدلة السمعية والكونية والعقلية على وجود الله وربوبيته لا يعني عدم فطرية الإيمان بوجوده وربوبيته، لأن في هذا تقوية لما استقر في الفطر، وإصلاح لما طرأ عليها من فساد من التربية والجهل، ولهذا لما وُجدت شرذمة قليلة من الخلق أنكروا وجود الله تعالى بأفواههم وجادلوا وطالبوا بالدليل عليه جاءت الأدلة الشرعية الدالة عليه.
وجاءت الدلائل المؤكِّدة على دليل فطريَّة الإيمان بوجود الله وربوبيته من أدلة العقل والحس والشرع, ودل العقل على وجود الله وربوبيته بأدلة كثيرة جداً، تجمعها حقيقة عقلية أوَّلية واحدة، وهي دلالة الأثر على المؤثر، إذ العالم كله دليل وشاهد على وجود الله وربوبيته لكل المخلوقات، ومن ذلك دليل الخلق والحدوث، ودليل النظر في المخلوقات والعناية, ودلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على إثبات وجود الله تعالى وربوبيته من وجوه كثيرة جداً على أكمل وجه وأتم بيان وأوضحه بطرق عديدة، خبرية وعقلية.

الكلمات الرئيسية

{"sdg_fld":["4"]}