القولُ الجلي في الكلامِ على حديث "سُدُّوا هَذِهِ الْأَبْوَابَ، غير بَاب عَلِيٍّ-رضي الله عنه-

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الحديث وعلومه، كلية الدراسات الإسلامية للبنين، جامعة الأزهر، أسوان، جمهورية مصر العربية.

المستخلص

يتعلق هذا البحث بالكلام على حديث علي بن أبي طالب في سد جميع الأبواب إلاَّ بابه -رضي الله عنه- ، إذ ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وقال: وضعته الشيعة الرافضة ليقابلوا به حديث       أبي بكر-رضي الله عنه- المتفق عليه في سد جميع الأبواب إلا باب أبي بكر-رضي الله عنه- وتابعه على ذلك ابن تيمية، فقمت بجمع طرق حديث علي-رضي الله عنه-  عن جميع من رواه من الصحابة-رضي الله عنهم-، وهم تسعة  عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وزيد بن أرقم، والبراء بن عازب ، وسعد بن أبي وقاص، وعلي بن أبي طالب، وأنس بن مالك، وجابر بن سمرة، وبريدة بن الحصيب -رضي الله عنهم- فخرجت كل طريق على حدة مرتبًا التخريج على حسب المتابعات الأتم فالأقل، ودرست أسانيد جميع هذه الطرق، وذلك بترجمة كل راوي من حيث اسمه ونسبه وكنيته، وذكر بعضًا من شيوخه وتلاميذه، وذكر أقوال المعدلين والمجرحين فيه، ثم أختم بذكر خلاصة ما يترجح في حال الراوي من مجموع  الأقوال فيه مستأنسًا بما يوافقه من أقوال العلماء كالإمام الذهبي والحافظ ابن حجر،  وحكمت عليها على حسب القواعد المعتبرة عند أئمة هذا الشأن، وتبين لي أن الحديث له رواية صحيحة لذاتها ومنها ثلاث روايات حسان لذاتها، ومنها روايتان حسان لغيرها، وروايتان ضعيفتان، ورواية ضعيفة جدًا، ثم قمت أيضًا بتخريج حديث أبي بكر -رضي الله عنه- في سد جميع الأبواب إلا بابه، إذ قد يوهم ظاهره التعارض مع حديث علي-رضي الله عنه-، ثم جمعت بينهما بعدة أوجه كما سيأتي في البحث، وظهر لي من خلال هذا البحث أن قول ابن الجوزي، وابن تيمية بأن حديث علي-رضي الله عنه-  موضوع وضعته الشيعة الرافضة ، بأن هذا القول مردود، وقمت بالرد عليهم مستأنسًا بأقوال العلماء في ذلك، وكذلك قمت بالرد على الشيخ شعيب الأرنؤوط، ومقبل بن هادي الوادعي في تضعيفهم لهذا الحديث وتشنيعهم على الحافظ ابن حجر، وظهر لي أن تصحيح بعض الأئمة لهذا الحديث كالحاكم والضياء المقدسي، والذهبي وابن حجر هو الصواب على القواعد المعتبرة عند أصحاب هذا الفن، وتبين أن في هذين الحديثين منقبة عظيمة للإمامين الجليلين أبي بكر الصديق وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما، ومن خلال هذا البحث. أوصي إخواني الباحثين بالصبر والتأني عند وجود قول لأحد الأئمة بأن هذا الحديث موضوع، ألا يسارعوا بالتسليم له، إذ بعد الدراسة قد يتضح أنه صحيح كما في هذا البحث.

الكلمات الرئيسية