مؤسسة "تكوين الفكر العربي" وموقفها من السنة النبوية "عرض ونقد"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الحديث الشريف وعلومه، كلية أصول الدين والدعوة، جامعة الأزهر، فرع أسيوط، مصر.

المستخلص

تم تدشين ما يسمى بـ «مؤسسة تكوين الفكر العربي»، على صفحات التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت، وشهدت القاهرة في يوم السبت الرابع من مايو سنة 2024م انطلاق أعمال المؤتمر السنوي الأول لها، فألقى هذا التدشينُ حجرًا في مياه الفكر والرأي العام المصري والعربي والإسلامي، وثارت بسبب ذلك شبهات وأقاويل واعتراضات وردود ومناقشات، جُلُّها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد رمُتُ أن يكون ثمة نقاشٌ علميٌّ جادٌّ مع بعض ما طرحوه فيما يتعلق بالسنة والسيرة؛ فالسيرة النبوية جزءٌ لا يتجزأ من السنة النبوية، وذلك من خلال ردود علمية راعيتُ فيها العمق المعرفي، بِناءً على منهجيتنا الراسخة في الردود والمناقشات، دون شخصنة للأمور بل بتجريد القضايا محل النزاع والخلاف ومناقشتها بِنَفَسٍ اجتهدت قدر طاقتي أن يكون هادئًا ورصينًا وعقليَّا. مع بيان قدرة المنهج العلمي الذي وضعه العلماء - وخصوصا منهج المحدثين - على استيعاب كل الأسئلة والنقاشات والاعتراضات وتفنيدها والجواب عنها بالدليل والبرهان والعقل. وإثبات أن السنة النبوية هي التفسير والشرح والبيان للقرآن الكريم، وأنه لا وجود للدين بدونها. وأن كثيرًا من الإشكالات التي يثيرها بعضهم أساسها الفهم الخاطئ لنصوص السنة النبوية، أو عدم وجود الأدوات الكافية للتعامل مع هذه النصوص.
وقد انتهيت إلى أن ما قاموا به هو محاولة لإعادة نقد السنة ومن ثم السيرة بتطبيق أدوات الحداثة وما بعد الحداثة والتي ترفع القداسة عن كل شيء بما في ذلك نصوص الوحي من القرآن والسنة؛ وذلك من خلال أدوات إقصاء النص وإحلال العقل مكانه لرفض سلطة النص المقدس والقول بسلطة العقل المقدس عندهم، وتحويل عقل الفرد إلى كونه معيارًا للحقيقة بعيدًا عن المنهج العلمي، وذلك بالتحرر من الضوابط والقواعد (المنهج)، ورغم احترام الشرع الشريف للعقل بيد أن هناك فارقا بين العقل المؤهل والعقل غير المؤهل للنظر في علوم الدين عموما والسنة النبوية والسيرة خصوصًا.
واعتمدوا كذلك القراءة المجتزأة للنصوص بعيدًا عن السياق والسباق واللحاق، وتصويرها بأنها مخالفة للعقل والمنطق الصحيح، حتى يتم رفضها وعدم قبولها من الناس، مع الإصرار على متابعة بعض المستشرقين في أطروحاتهم ومقولاتهم التي تبنوها منذ قرن وقرنين من الزمان رغم ثبوت خطئها وبعدها عن الصواب والرد عليها مرارًا وتكرارًا.

الكلمات الرئيسية

ملفات

شارك

إرسال الاستشهاد إلى

الإحصائيات