النزعة الفردية فى فلسفة نيتشه وأثرها فى الإلحاد المعاصر " عرض ونقد "

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم: العقيدة والفلسفة، كلية أصول الدين والدعوة بأسيوط ، جامعة الأزهر، مصر.

10.21608/jfar.2025.457736

المستخلص

يهدف هذا البحث إلى مناقشة مفهوم النزعة الفردية عند نيتشه وأثرها فى الإلحاد المعاصر حيث كان من أبرز النماذج الإلحادية المتطرفة، فيلسوف المطرقة  “ نيتشه “، وحقًا هو حريٌ بهذا اللقب ـــــ المطرقة ـــــ لأنه لم يطرق شيئًا إلا وحاول أن يدمره، سواءٌ أكان في الدين، أو فى الفكر، أو فى الوجود بصفة عامة، وذلك عن طريق الثورة عليه، وصياغته بصياغة سلبية فذة تخالف جميع الأطر، والمفاهيم التي وضعت له، وخير دليل على هذا أنه عندما تناول فكرة الوجود الإنساني حرفها وردها إلى الطبيعة، ولم يُرجعها إلى أصل إنساني من خلق الله، بل جعل الإنسان طورًا من تطورات الطبيعة، مما جعله يلتقي مع " الفلسفة الدارونية " التي تؤمن بفكرة " النشوء والارتقاء " قلبًا وقالبًا، هذا بالإضافة أيضاً إلى أنه قد وصف البشرية منذ تطورها ــــــ من الحيوانية إلى الإنسانية ــــــ وحتى اللحظة الراهنة التي كان يعيش فيها بأنها عشوائية، وتسير في عماء، بدون ضابط، أو مُقنن، أو مُشرع، ولا يوجد فيها من يستحق أن يطلق عليه لقب إنسان حقيقي، أو إنسان جدير بالاحترام، مما حدا به إلى ابتكار فكرة الإنسان الخيالية، والتي أطلق عليها " السوبر مان " أو " الإنسان الأعلى " الذي لم يوجد، ولن يوجد، ولكنه يسعى إلى إبرازه ووجوده، بعد أن صرح علانية، وبدون خجل أن " الإله قد مات " وأن العالم يخلو من الآلهة، هذا علاوة على أنه توجه إلى الوجود الميتافيزيقي بما يشتمل عليه من الغيبيات، فأنكرها جميعًا وحاول أن يقوضها، وقدم العالم الطبيعي عليها، حتى أن الجوانب الأخلاقية التي أرستها جميع الديانات، لم تسلم من فكره الشاذ، ومن مطرقته، حيث ثار عليها، وأنكرها، وحاول أن يُرسىَ أخلاقًا نفعية تتناسب مع مذهبه الشاذ المنحرف، مما جعله يمتاز عن جميع الفلاسفة الذين سبقوه، أو عاصروه بــ " نزعته الفردية الإلحادية المتطرفة والغير مسبوقة " التي التقت مع الإلحاد المعاصر قلباً، وقالباً، كل هذه الجوانب الفكرية السلبية التي اكتنفت فلسفة “ نيتشه “والتي تنبع من نزعته الفردية المتطرفة، والتي نتج عنها بالضرورة فكره الإلحادي الشاذ، الذى يغذى الإلحاد المعاصر، ويقويه، جعلتني أتطلع إلى التنقيب في فكر “ نيتشه “، وأكشف عن عواره، وقصوره في هذا البحث.

الكلمات الرئيسية